معايير الجودة في تحليل اللهجات المحكية على المحك

مرة أخرى نجد أن قضية التوازن الدقيق بين الجودة والسعر فيما يتعلق بالمشتريات الحكومية أصبحت من المواضيع الساخنة والمهمة، لاسيما وأن الهدف مرةً أخرى هو تحليل اللهجات اللغوية.

هذه المرة أتى الهجوم عبر مقال صحفي نشر في صحيفة Svenska Dagbladet ، وكتبه المحقق Sven E Hammarberg والكاتب المتخصص في عدد من المجالات المختلفة.

وأدعى Hammarberg من خلال المقال أن اختبار تحليل اللهجة لطالبي اللجوء الإيزيديين يكشف عن وجود أوجه قصور عديدة فيما يخص طريقة تحليل لهجتهم.

ولكن الشيء الذي لم يتم ذكره بشكل أو بآخر خلال الهجوم الحاد الذي شنه الكاتب عبر صحيفة SvD، هو أن التحليل اللغوي المزعوم، لم يتم عمله من قبل شركة Verified التي اعتمدتها مصلحة الهجرة السويدية كمزود رئيسي لخدمات تحليل اللهجات.

وصرح Roderick Martin كبير مستشاري شركة Verified أن "الشركة رفضت بشكل قاطع القيام بإجراء تحاليل لغوية للهجة اليزيدية، (البروفيسور Östen Dahl)، على أساس أنه لا توجد بيانات موثوق بها، كما لا يمكن التحقق من خلال مراجعة الأقران، وذلك من أجل التأكد من الجودة ومصداقية العمل ".

وتابع Martin "هذا الواقع دفعنا إلى وضع خطة لتقصي الحقائق من خلال القيام برحلة ميدانية، ولكن الوضع الأمني تدهور بسرعة كبيرة في المناطق التي هي ضمن مجالات اهتمامنا للقيام بأبحاث اللهجات فيها، الأمر الذي اضطرنا على وضع خططنا قيد الانتظار".

في تناغم وانسجام

ويأتي رفض شركة Verified لإجراء التحليل نتيجة عدم توفر البيانات المناسبة ذات النوعية الجيدة التي تنسجم مع التطورات في مصلحة الهجرة. وكذلك الأمر فإن النمو الذي تشهده المؤسسة وتضاعف حجم أعمالها ومهامها الوظيفية خلال العام أو العامين الماضيين، أدى إلى تركيز مصلحة الهجرة بالتركيز في وقت واحد على إجراء تحليل اللهجة في إطار أقرب للثقة والتحكم، كما طالبت بأكبر قدر ممكن من اعتماد الدقة في الطريقة التي تتم بها تحليل اللهجة.

وقال Martin "بحسب معايير الجودة المنصوص عليها في المناقصة العامة مؤخراً، فإن تحليل لهجة طالبي اللجوء الإيزيديين وفقاً لنموذج الشركة التي كانت تعمل كمزود خدمة رئيسي سابق لتحليل اللهجات لدى مصلحة الهجرة، لن يكون مقبولاً لدى المصلحة".

وأضاف "من الواضح أن رأي مصلحة الهجرة يعتمد على إيجاد تحليل لهجة يتوافق مع المعايير العلمية في هذا المجال".

ومن الممكن أيضاً أن يساهم أسلوب النموذج السابق في تحليل اللهجة إلى تحمل تكاليف كبيرة بالنسبة للمال العام وطالبي اللجوء على حد سواء. وبالتالي السؤال الآن مع تغيير الشركة السابقة المختصة بتحليل اللهجات هو، أليس من المطلوب مراجعة الأضرار؟

Verified مستعدة للمساعدة

من جهتها قالت المسؤولة في مصلحة الهجرة Helene Hedebris أنه "من المهم أن نضع في اعتبارنا أنه في جميع أنحاء العالم، سوف نجد أناس يتقاسمون لغة واحدة لاسيما أولئك الذين يعيشون في المنطقة التي تقع بين الحدود الوطنية، ولذلك هناك قلق حول حالات اللهجة اليزيدية التي تنتشر وتمتد على مساحات واسعة متداخلة بين عدة بلدان بما في ذلك سوريا وأرمينيا، وبالتالي فإن هذا الأمر يعقد مسألة تقييم أصل اللهجة".

إنه من المحزن جداً أن هناك الكثير من طالبي اللجوء، وهو أمر غير مقبول طبعاً أن تعلق طلبات لجوء بعض اللاجئين في متاهات البيروقراطية السويدية. ولكن الواقع هو أن الضغوط تتزايد بشدة وأكثر من أي وقت مضى، مما يؤدي إلى فرض نوع من الاضطرار للاختيار بين بديلين كلاهما غير مرغوب فيه.

ويوضح Roderick Martin كبير مستشاري شركة Verified "ليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن مصلحة الهجرة سوف تعمل حالياً على إيجاد حل لمعالجة طلبات اللجوء المعلقة سواء على أساس العمر أو مسألة القصور في تحليل اللهجة، كما أننا لا نعتقد أن مصلحة الهجرة سوف تمتنع عن التكليف بإعادة تحليل التقارير، وفي تلك الحالة سوف نساعد في تقييم طلبات اللجوء. إذا تبين أن عملية إعادة التحليل سوف تساهم كثيراً في تقييم الطلبات الموجودة حالياً للحصول على حق اللجوء، فإن شركة Verified مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة في هذا الإطار، ومع ذلك وعلى حد سواء، فإذا كانت خدمات تحليل اللهجة التي تقدمها شركة Verified قد تبين انها لا تساعد في لحظات معينة، فنحن على استعداد تام لإجراء مناقشات فعالة حول السبب".